الخميس، 6 أكتوبر 2011

تونس: سيارات مجهولة الهوية تجوب الشوارع ليلا لتمزيق المعلقات الانتخابية


تعرضت مجموعة كبيرة من معلقات القوائم الانتخابية في التجمعات السكنية التونسية للتمزيق على أيدي أطراف مجهولة، لم يتم تحديد هويتها حتى الآن. وتضررت من هذه العملية معظم الأحزاب السياسية، رغم تنوع توجهاتها بين اليمين واليسار. في حين احتج المشرفون على الحملات الانتخابية للأحزاب عبر وسائل الإعلام المحلية، مطالبين الأجهزة الأمنية والهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتطويق الظاهرة وتخفيف الأعباء عن الأحزاب السياسية، والتي لا تمتلك الموارد المالية الكافية لإعادة طباعة المعلقات الانتخابية. كما اعتبرت بعض قيادات الأحزاب أن هذه العملية مقصودة، وأنها تستهدف أطرافا سياسية بعينها.. في حين لم تعلن أي جهة تابعة للقوائم المستقلة عن تعرض معلقاتها الانتخابية لعمليات مماثلة.
حول هذه الظاهرة، قال نور الدين البحيري، الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، إن الكثير من المعلقات الانتخابية تعرضت للتمزيق، سواء في المدن الكبرى أو التجمعات السكنية الصغرى. وكشف، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن شبكة في مدينة الكاف (160 كيلومترا شمال غربي تونس العاصمة) تستقل السيارات وتجوب شوارع المدن ليلا تستهدف القوائم الانتخابية لحركة النهضة في المقام الأول.

ولم يوجه البحيري أصابع الاتهام لأي طرف لدى سؤاله عمن يقف وراء هذه العمليات، ولكنه اعتبر الأمر مظهرا آخر من مظاهر تخلف بعض الأطراف السياسية أو المجموعات المدعومة من قبل جهات تبحث عن بث الفوضى بين التونسيين في كل مرحلة من مراحل الانفراج السياسي.

وقال البحيري إن «بعض المخربين استبدلوا قوائم حركة النهضة بقوائم بنفسجية اللون، كان التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل يستعملها للدعاية السياسية في المحطات الانتخابية.. والغرض واضح وهو فتح ملف خلاف كبير بين النهضة وبقايا التجمع». وختم بالقول «أنا مطمئن أن المجلس التأسيسي سيكون تعدديا بأتم معنى الكلمة هذه المرة، وهذا ما سيسعد التونسيين».

وفي ذات السياق، قال المنجي اللوز مدير الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التقدمي، إن الحزب يعد أحد أكثر المتضررين من حملات تمزيق معلقات القوائم الانتخابية، وإن نسبة الضرر فاقت النصف في بعض المناطق. وعلق على الأمر قائلا: «هناك من هو غير جدير بالديمقراطية»، مضيفا أنه «صراحة لا أفهم مثل هذه السلوكيات ومن يقف وراءها».

وحول رد فعل الحزب تجاه هذا السلوك، قال اللوز لـ«الشرق الأوسط»: «لقد جددنا معظم المعلقات الانتخابية، وسخرنا شباب الحزب في معظم المناطق لحمايتها ليلا وتسيير دوريات بصفة متواصلة حتى نهاية الحملة الانتخابية».

وأشار اللوز إلى أن الحزب التقدمي في طريقه للاحتجاج رسميا لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والمسؤولة قانونا عن السهر على حسن سير العملية الانتخابية، وبإمكانها عمليا التوجه إلى الحكومة المؤقتة لحثها على إجراء دوريات أمنية ليلية هدفها المحافظة على المعلقات الانتخابية.

ومن جهته، قال زهير مخلوف، المرشح المستقل ضمن قائمة طريق السلامة عن منطقة نابل، إن القوائم المستقلة لم تتعرض حسب ما لاحظه خلال الأيام الخمسة الأولى للحملة الانتخابية إلى أي عملية تمزيق. وفسر مخلوف الأمر بالقبول الحسن الذي لقيه المستقلون على حساب الأحزاب السياسية «التي مل التونسيون تجاذباتها المتواصلة»، بحسب قوله. وواصل قائلا: «ربما تكون العملية بمثابة الانتقام من الأحزاب التي وزعت الكثير من الوعود في اجتماعاتها السابقة، دون أن تفي بالكثير منها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق